عندها تتحول السيارة إلى سلاح قاتل والأطباء يتحملون العبء الاكبر من المسؤولية
مرضى القلب قد يفقدون وعيهم أثناء القيادة !
عجلة القياده قد تتحول الى سلاح قاتل عند وقوع الحادث
كان هناك رجل في الخمسين من عمره لديه تضيق شديد في الصمام الاورطي وسدد من الدرجة الثانية في الضفيرة الكهربائية للقلب وسبَّب ذلك له الاغماء مرتين ,احداهما عندما كان يمشي للمسجد والأخرى عندما كان جالسا مع احد اصدقائه ..وعلى الرغم من نصح الاطباء له باجراء تبديل للصمام ووضع جهاز منظم لنبضات القلب الا انه رفض ذلك تماما وخرج من المستشفى بعد توقيعه وثيقة "ضد النصيحة الطبية" ...وبعد حوالي اسبوع دخل المريض طوارئ نفس المستشفى بكسور في عظام الصدر وخلع في الكتف وكسر احدى الساقين وذلك عندما اغمي عليه اثناء القيادة في الطريق السريع وانحرفت سيارته بصورة مفاجئة وارتطمت بسيارة اخرى ..وسبب ذلك الحادث الكثير من الخسائر البشريه والمادية...وعند تماثله للشفاء وافق على اجراء العملية خوفاً من تكرار ماحدث مرة اخرى !!
وبدون شك أن للمريض الحق الكامل في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً لصحته حتى وان كان ذلك يخالف وجهة نظر الطبيب المعالج ولكن ليس له الحق ان يتعدى ضرره للآخرين من حوله ولذلك كان من واجب الطبيب المعالج لتلك الحالة في المرة الاولى ان يحذر المريض من القيادة بسبب ذلك الوضع الصحي العارض حتى يعالجه ويبلغ الادارة المسؤولة عن سلامة المركبات في منطقته بقراره الطبي حماية للمجتمع واخلاء لمسؤوليته في المستقبل ...فحوادث السيارات تستنزف الكثير من القوى البشرية والمالية والانتاجية للمجتمعات ومن اكثر اسباب الاعاقه انتشارا سواء على مستوى الفرد أوالجماعة .
وكما يعلم القراء جميعا حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ان المسبب الاول للوفيات في العالم هي امراض القلب ويليها في المرتبة الثانية حوادث السيارات ..واسباب حوادث السيارات متعددة منها مايتعلق بالسائق ومنها مايتعلق بالمركبة ومنها مايتعلق بالطريق ..ومن الصعب تحديد نسبة الاسباب الطبية المتعلقة "بالسائق" كمسبب لحوادث السيارات لأنه لاتتوافر المعلومة التاليه بصورة دقيقة :
• كم نسبة حوادث السيارات التي تحدث بسبب عرض مفاجئ موثق ان مصدره مرض في القلب سواء كان السائق لديه مرض سابق في القلب ام لا؟
والقلب قد يسبب الحوادث ابتداء وقد يتأثر بها الى حد حوالى 20% من الحوادث حسب الاحصائيات الطبية مسبباً درجات مختلفة من الضرر على المريض قد تصل به الإعاقة الدائمة او الوفاة حماكم الله وايانا منها.
حزام الامان قد يكون المنقذ الوحيد لقلبك بعد الله عند حصول الحادث.......
كيفية تأثرالقلب
خلال حوادث السيارات
1.الضغط المباشر : حيث تقع على القلب قوة ضغط شديدة ومفاجئة بين عظمة القص والعمود الفقري وقد تصل حسب شدتها الى تمزيق القلب والاوعية الدموية بين العظمين المذكورين اعلاه .
2.الاختراق المباشر للطرف الحاد للعظام المتكسرة من القفص الصدري لعضلة القلب سواء من عظمة القص الامامية او من الضلوع وغالبا مايتأثر الاذين الايمن والبطين الايمن من عضلة القلب لأن موقعهما امامي ومباشرة خلف عظمة القص .
3.قوة السحب او اللف الشديدة المفاجئة: وذلك لتعرض القلب والاوعية الدموية للتوقف المفاجئ في الحوادث decelaration injury وهذا بالتالي يسبب التمزق في مواقع ارتباط القلب بما حوله من الاعضاء في القفص الصدري مثل : الوريد البابي السفلي,الاوردة الرئوية في الاذين الايسر, مناطق معينة من الشريان الاورطى .
4.الارتفاع المفاجئ والشديد في ضغط الدم في بداية الحادث وذلك بسبب الضغط المفاجئ على القفص الصدري, ويؤثر ذلك على الصمامات بتمزيقها ويعتمد ذلك على اجزاء بسيطة من الثانية فاذا حدث خلال الفترة الانقباضية من نبضة القلب فيؤثر على الصمام المترالي واذا حدث خلال الفتره الانبساطية فيتأثر الصمام الاورطي مباشرة ..وحدوثه خلال الفترة الانبساطية اخطر من حصوله خلال الانقباضية .
تمزق القلب جزئيا او كليا هو السبب الاول للوفيات المباشره في موقع الحادث
5. كدمات عضلة القلب contusion: ويقصد بها تلف جزء من عضلة القلب بسبب الحادث والذي قد يسبب عدم انتظام نبضات القلب او فشل عضلة القلب المؤقت غالبا او الدائم نادرا.
6.تمزق جزئي لعضلة القلب myocardial rupture : وهو نادر الحدوث ولكنه يسبب 90% من الوفيات المباشرة في حوادث السيارات فعجلة القيادة عند الارتطام قد تتحول الى سلاح حاد وقاتل للقلب في حال عدم لبس حزام الامان ..وحزام الامان قد يكون هو الواقي الوحيد بعد الله للقلب من عجلة القياده وبالتالي الوفاة المباشرة .
وهناك دواعٍ طبية محدودة لمنع قيادة السيارات ومتعارف عليها دوليا ومن ذلك موانع خاصة بأمراض القلب.
ويجب التنويه ان شروط منع قيادة المركبة لمرضى القلب اشد بكثير على سائقي الشاحنات منها على سائقي السيارات الخاصة ليس فقط لانهم يقودون مركباتهم لساعات طويلة وانما ايضا بسبب الحجم العالي والمكلف للاضرار المادية والبشرية الناتجة عن اصطدام مركباتهم .
اما مرضى شرايين القلب الذين ليس لديهم اعراض وحالتهم مستقرة فليس هناك مايمنع من قيادتهم لسياراتهم الخاصة. و يسري ذلك على تسارع القلب الاذيني وهو من اكثر انواع اختلال نبضات القلب المنتشرة بين الناس .
مسؤولية دينية وقانونية
اذا ثبت ان الحادث بسبب مرض القلب , فعلى من تقع المسؤولية ؟
يحمل الطبيب مسؤولية دينية وقانونية عند عدم منع أو السماح بقيادة السيارة لمريض من الممكن ان يكون خطراً على نفسه وعلى الآخرين عند قيادة سيارته وماينتج من ذلك من تلفيات مادية وبشرية ولايحمي الطبيب من تلك المسؤولية سوى ابلاغ المريض واقاربه بذلك وكتابة ذلك التحذير في ملفه الطبي والتبليغ الرسمي للادارة المسؤوله عن سلامة المركبات في ذلك البلد, ولأن يخطئ الطبيب في جانب عدم السماح لقيادة مريض القلب لمركبته اهون بكثير من ان يخطئ في حماية سلامة المجتمع المرورية .
ويحمل المريض كذلك جزءاً من تلك المسؤولية عند عدم امتثاله لتوصيات الطبيب وتعريض نفسه والآخرين للمهالك , ولأن كبر السن هو مظنة ضعف النظر والتركيز وأمراض القلب لذلك يجب على كل من كان فوق الستين سنة ويرغب في قيادة السيارة ان يفحص نفسه طبياً ويعيد اختبار رخصة القيادة للتأكد من قدرته على القيادة وعدم تعريض نفسه والآخرين للخطر..وكذلك على كل مريض قلب قبل خروجه من المستشفى ان يناقش مع طبيبه جميع امور حياته خارج المستشفى مثل علاقته مع اهله,استخدام المنشطات الجنسية والوقت المناسب للرجوع للعمل ونوعية العمل المسموح به , قيادة السيارة , امكانية السفر بالسيارة او الطياره ..الخ .
بعض أمراض القلب التي يُمنع فيها قيادة السيارات الخاصة:
1.خلال 30يوما بعد جلطة القلب الحادة وعمليات القلب المفتوح.
2.من لديه تضيق شديد في الصمام الاورطي ويحتاج لجراحه.
3.خلال 48 ساعة من قسطرة القلب العلاجية.
4.خلال 6 اشهر من توقف القلب المفاجئ بسبب الرجفان البطيني وعلاجه بالصاعق الكهربائي او بدونه .
5.انسداد نبضات القلب الضفيري من الدرجة الثانية (المتطور) او الثالثة (غير الوراثية).
6.خلال سبعة ايام من زراعة منظم نبضات القلب وخلال اربعة اسابيع من زراعة الصاعق للدواعي الاولية وخلال ثلاثة اشهر للدواعي الثانوية .
7.من لديه فشل شديد في عضلة القلب ويعاني من ضيق التنفس في حالة عدم الحركه NYHA IV.
المصدر:http://www.alriyadh.com/2009/12/30/article485526.html