بسم الله الرحمن الرحيم
.جميعنا يعلم بأن لغتنا العربية بدأت تفقد مكانتها من قلوب أبنائها مع مرور الزمن وتقادم الدهر
ولسنا هنا بصدد تتبع الأسباب التي أدت إلى ذلك
ولكن إذا تتبعنا الواقع لوجدنا أنه من الصعوبة بمكان أن نتحدث أو نكتب بالفصحى في كل المحافل
ولكن قد تعترضنا أحيانا مواقف تستدعي أن نتحدث أو أن نكتب باللغة الفصيحة
على سبيل المثال لا الحصر هنا في السبلة
فبعض المواضيع نستطيع أن نكتب ونناقش فيها باللهجة العامية
ولكن بعض المواضيع نجد أنفسنا مجبورين على الكتابة فيها بالفصحى
ومع تداخل الكلام بعضه ببعض واختلاط الكلام الفصيح بالعامي
فقد شاعت أخطاء لغوية وإملائية كثيرة
بل واعتاد البعض عليها
لذا يشرفني أن أضع هذا الموضوع هنا للتنبيه على بعض هذه الأخطاء الشائعة
وربما سيكون الموضوع متجدداً حينما تقع عيناي على خطأ آخر ربما نسيته أو لم أطلع عليه
متمنياً أن نتدارك جميعنا هذه الأخطاء في لغتنا الأم وأن نتعلم منها ما يفيدنا في حياتنا اليومية
وهذه الأخطاء هي كالتالي:
(التواجد)
انتشرت كثيراً هذه الكلمة بمعنى الوجود أو الحضور
حتى إن هذا الخطأ شاع لدى بعض كبار الكتاب والمؤلفين
فالتواجد لفظ ظهر متأخراً وهو يعني التمايل والتراقص بفعل الوجد والعشق كما يفعل الصوفية أثناء إقامة طقوسهم
فمن الخطأ أن نقول: على جميع الطلبة التواجد في الساعة الثامنة ـ سأكون متواجداً في البيت
والصواب أن نقول: على جميع الطلبة الحضور في الساعة الثامنة ـ سأكون موجوداً في البيت
وقد كان هنا في السبلة عندما تضع سهم الفأرة على الضوء الذي بجانب المعرف تظهر لك عبارة: (فلان غير متواجد حالياً) أو (فلان متواجد حالياً)
فقمتُ بمخاطبة المختصين في السبلة لتغييرها إما بكلمة (موجود) أو (متصل) وقاموا مشكورين بتغييرها إلى الوضع الحالي ـ جزاهم الله خيراً
(إنشاء الله)
وهذا خطأ نبه عليه الكثير من الأعضاء جزاهم الله كل الخير
وهو أوضح من أن نشير إليه
فكلمة (إنشاء) تعني (بناء) أو (صنع) وهذا لا يليق باسم الجلالة سبحانه وتعالى
وبعضهم يكتبها (انشالله ـ انشا الله ـ إن شالله) وهذا كله خطأ
فالصواب أن نكتبها بصيغة واحدة فقط وهي (إن شاء الله)
ومن تصعب عليه فليكتب (بإذن الله)
(مدراء)
وهذا الخطأ لا يقع فيه الأشخاص العاديون فحسب
بل الجهات الرسمية كثيراً ما تقع فيه
فمن الخطأ أن نجمع كلمة (مدير) على (مدراء)
وإنما الصواب أن نقول (مديرون) في حالة الرفع، و (مديرين) في حالتي النصب والجر
ونقول في حالة الإضافة (مديرو العموم) في الرفع، ونقول (مديري العموم) في حالتي النصب والجر
بعكس كلمة (وزير) فإنها من الصواب أن تجمع على كلمة (وزراء)
(كلما)
يكتبها البعض هكذا: (كلما زادت الرواتب كلما ارتفعت الأسعار)
والصواب أن نقول: (كلما زادت الرواتب ارتفعت الأسعار)
فـ (كلما) أداة شرط تأتي في بداية الجملة الشرطية فقط، ومن الخطأ أن نكررها في جواب الشرط
(لا حولة)
هكذا يكتبها البعض خطأ قاصداً بها الحوقلة
والصواب أن نقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)
وكذلك من الخطأ أن نكتب (لا حول) ونسكت
أو نكتب (لا حول ولا قوة) ونسكت
وإنما ينبغي أن نكمل الجملة (لا حول ولا قوة إلا بالله)
(اللة)
يكتب البعض لفظ الجلالة بهذه الصورة
فلفظ الجلالة ينتهي بهاء مربوطة وليست تاء
وليس فيه نقط أبداً (الله) هكذا الصواب
ومن لديه شيء من هذا القبيل فليتفضل مشكوراً
عسى أن تعم الفائدة على الجميع